عدد المساهمات : 285 نقاط : 8145 السٌّمعَة : 8 تاريخ الميلاد : 27/01/1991 تاريخ التسجيل : 15/09/2009 العمر : 33 الموقع : الجزائر
موضوع: █◄ عندما ينقلب سحر الكرة على خفة يد الساحر ►█ الإثنين أكتوبر 26, 2009 8:17 pm
[size=16][size=21]
----------------------- [/size] [/size]
مرحبا بكم اخواني الاعضاء في موضوع سوف يكون بمثابة ملخص لدروس اتت من منابر الضفة الاخرى غير الضفة التي ننتمي لها نحن من ننتمي للعروبة تحت راية الاسلام .... اكيد انكم سوف تقولون بان دروس كرة القدم نعرفها من الالف الى الياء و همومها عشناها من الصبى الى البلوغ و عشقنا لها يفوق كل اهتمامات اخرى من هذه الحياة المتعبة في طياتها .... لا يا اخواني نحن للاسف الشديد بعيدون كل البعد عن جوهر و لب كرة قدم بحلوها و مرها .... بانتكاساتها وانتصاراتها احزنت او افرحت شعوب العالم لا فرق بين الحدثين سوى ان الروح الرياضية هي الفائزة دوما لا اريد الحديث عن الدروس المجانية التي نتعلمها دوما و لم نستخلص منها الا الهيكل الخارجي الظاهر لا اريد اعادة احداث لطالما بقيت راسخة في ذكريات ماضينا و حاضرنا صور و مشاهد عن قلب الهزيمة الى انتصار ... الفوز على المنافس وانت منقوص بلاعب ... مقارعة الكبار و حصد الالقاب .... لا يا اخواني هذه دروس بدوام جزئي تنتهي مع انتهاء 90 دقيقة من صراع الاقدام و هتاف الجماهير فمفعول كرة القدم اكبر من مجرد مدة حددت بـ 90 د ... انها اكبر واسمى من مصطلحات حصد النقاط والفوز و الانهزام و التربع على عرش الابطال ... انها احاسيس غرسها الله سبحانه وتعالى في نفس الانسان الضعيف و من ضعف النفس البشرية نستخلص منها روح السلام و عدم التعدي على الآخر والتسامح و احترام الغير ... الاعتراف بقوة الخصم و رفع القبعة لمن يجتهد ... تلكم طبائع النفس الطيبة و من تدفق النفس الطيبة انبثقت كرة القدم لتكون ملهمة الملايير من ساكني هذه الكرة الارضية ... وبين تداخل هاتان الكرتان فقدت الرياضة الاكثر شعبية نكهتها و انتهكوا حرمتها يوم تلاقي المنتخبان السلفادوري و الهندوراسي في التصفيات المؤهلة لمونديال المكسيك عام 1969 جعلوها حربا و دعموها سياسيا و زودوها اعلاميا و حرضوها جماهريا ... فانتهت كرة القدم بعد اعلان صافرة الحكم عن بداية حرب بين الجارتين دامت لاكثر من 5 ايام و انقطاع العلاقات لاعوام عدة ... [size=7]
[/size]
لا يهمني من الظالم و من المظلوم ولا الفاعل و لا المفعول به و كيف بدات الحكاية و من فاز بتلك المباراة ومن تاهل .... لا يهمني ما حدث داخل المستطيل الاخضر فالقتلى سقطوا خارج الملعب وصفوا بضحايا كرة القدم قدروا بـ 5 آلاف وضعوا داخل نعوش صنعت من فتنة الاعلام و الصحافة المستقلة تلكم مزاعمهم ------------- حضرت الصحافة كانت الحرب ... غابت الصحافة فرحبوا بالسلم تلكم المعادلة الصعبة لدروس الحياة الكروية ... لا نخجل من تربيع الايدي و الجلوس و الانصات بامعان لاساتذة التاريخ الذين كانوا تلامذة اغبياء آنذاك فاصبحوا اساتذة بدرجة متفوق في زماننا الحاضر فقد تجدد اللقاء بين الجارتين منذ اسبوعين لنفس الغرض و المصير و هو التاهل للمونديال ولكن حدث اختلاف بسيط بين الماضي و الحاضر ... يكمن الاختلاف في المحيط الدائر بهذه المباراة فلا حرب اعلامية ولا عقلية تعصبية ولا التنبيش في مخلفات الماضي ... فاعادوا منبع كرة القدم الى مجراه الحقيقي ليتدفق داخل ارضية الميدان على شكل تصفيق و تشجيع و اعتراف بقوة المنتخب الهندوراسي على السلفادوري -------- عندما تصبح كرة القدم الى كرة القلب و العشق الجنوني لمخلفاتها الايجابية ... عندما يهب الساسة والمشاهير والبسطاء لتذوق طعم الانتصار و التربع على عرش الاساطير و امتلاك وصف مفرح الجماهير اعطينا لهذه الكرة اهمية قصوى تكاد تقصي من جذورنا مبادئ التآخي و التسامح و التواصل بين بلدين شقيقين يجمعهما دين و تاريخ واحد متفرع الى عدة متشابهات طيبات ... نحن لسنا بمستوى من جعلوا للكرة اهمية قصوى فجعلوها عربونا رمزيا لاحياء السلم بين بلدين عاشوا في صراع دائم لعقود تركيا و ارمينيا بلدين جعلوا لمباراة في كرة القدم الانطلاقة الحقيقية لبعث مشوار السلم ونسيان الماضي المرير بينهم ... حيث حضروا لمشاهدة منتخبيهما يتصارعان على ارضية ميدان بطرق سلمية تهب بها نسمات لغد مشرق و احترام دائم .....
حين يكون المقام ياتي المقال و حين يكون السلم تحضر كرة القدم تلكم حقيقة و كبر حجم مقومات هذه الرياضة ليس فقط على المستوى الكروي بل تستطيع ان تكون فاتحة لكل عمل خير و النوايا الحسنة ---------- عندما ينقلب سحر الكرة على خفة يد الساحر انه سحر الكرة بمساوئها و ايجابياتها يتلاعب الساحر بخفة يديه في كتابة مقالات و تحريضات للتفرقة بين بلدين مقدر لهما ان يلتقيا في مباراة فاصلة وحسبوها انها ستفصل بين الجسرين .....
انه السحر الذي يجعل من لاشيء عجب ... سحر من صنع ذلك الساحر قد جعل من مباراة لكرة القدم حربا ... جعل من صراع الاقدام الى قتال مدفعيات تقصف بالثقيل ليسقطوا الضحايا الواحد تلو الآخر انه السحر الذي يجعل من الحرب السلام ... سحر من صنع تلك الكرة الجلدية قد فضحت خدعة الساحر وكشفت الاعيبه يوم منع من التلاعب بعقول الجماهير وحتم عليه الصمت و الاعجاز في تحريك اقلامه .. فكانت لمباراة الهندوراس و السلفادور درس حقيقي لكل اعلامي و صحافي ... ففي الماضي طبل كثيرا ليرقص الشعبين امام ضحاياه غير مصدقين باكيين ... و منذ اسبوعين انتهج نفس الاعلامي والصحافي سياسة تقزيم الحدث وتلطيفه رغم اهميته فكانت رقصات منتخب الهندوراس على وقع تصفيق جماهير السلفادور اعترافا باحقية تاهله للمونديال ... وللحديث بقية ------------ لا شك باننا مقبلون على امتحان صعب في 14 نوفمبر القادم لكلا الممتحنان قد نكرم فيه او نهان بغظ النظر عن النتيجة النهائية ... فالمهم هو ارساء معالم الروح الرياضية واستدراك دروس الماضي ممن كتب له ان يمر بها ليبقوا عبرة لنا و للاجيال القادمة امتحان ليس قابل للاستدراك اذا اخفقنا فيه لا يوجد فرصة ثانية للتصليح واقامة الصلح بين المتخاصمين ولكي لا اكون في حالة نفاق مع الذات و العباد اتمنى التاهل للجزائر ان شاء الله والسلام عليكم و رحمة الله و بركاته