نصلي العيد، ثم نأكل مع أطفالنا الحلوى والكعك وبعدها ننطلق في جماعات إلى المستشفيات، دور الطفولة المسعفة ومراكز المسنين والأشخاص دون مأوى لزيارة من حالة الظروف دون أن يقضوا أجواء العيد في دفئ العائلة. نوزع عليهم جميعا باقات الورد فيسعدون بها ويعلم الجميع أن اليوم يوم عيد وتصبح كلمة "صح عيدكم" هي الكلمة الأولى على ألسنتنا طيلة أيام العيد المبارك.
بهذه الكلمات تستقبل الجمعيات الخيرية ومختلف المنظمات والمحسنين أول أيام عيد الفطر في الجزائر والكل يحرص على إدخال الفرحة والبهجة على جميع الجزائريين بمناسبة العيد حيث تتولى مجموعات مكونة من عدة أفراد لزيارة المرضى في المستشفيات لتخفيف وطأة المرض عليهم إلى جانب زيارة دور الطفولة المسعفة لإدخال الفرحة والسرور على وجه البراءة بتقديم الألعاب والألبسة الجديدة لهم، بالإضافة إلى زيارة مراكز المسنين والأشخاص بدون مأوى لتحسسهم بالدفء العائلي المفقود.
ويسعى أصحاب هذه المبادرات إلى تأصيل قيم التضامن، وترسيخ الصور الجوهرية للإسلام الداعية للتضامن خاصة وأن شهر رمضان الفضيل شهد أجواء مميزة للتضامن في ربوع البلاد من خلال موائد الإفطار الجماعي وتوزيع قفة رمضان.
ومن أبرز صور التضامن التي تسبق أيام العيد بقليل جمع أموال زكاة العيد الفطر وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين، ولأجل هذا عمدة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف إلى جمع الأموال منذ بداية النصف الثاني لشهر رمضان وكلفت اللجان المسجدية توزيعها على مستحقيها من سكان الأحياء والشوارع المجاورة لها.
ولأجواء التضامن ابتهاجا بالعيد صور أخرى شهدت الأيام الأخيرة من شهر رمضان في الجزائر تمثلت في التكفل التام بختان أطفال العائلات الفقيرة واليتامى فعلى سبيل المثال على الحصر تكفل الهلال الأحمر الجزائري هذا العام بختان أزيد من 6500 طفل بالإضافة مبادرات مختلف الجمعيات هذا إلى جانب عمليات توزيع الألبسة وبعض المساعدات المالية مراعاة لأحوال الناس الذين حالت الظروف الاجتماعية والمادية دون قضائهم العيد في أجواء مريحة.